٤ مهارات تمنيت لو أتقنتها في عمر مبكر

العنوان هنا خادع لكن يبدو، فما كما تقول العرب “ أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل “ أو ربما كما يقول الغرب “ it is Never too late . 

المهارات هنا ليس مهارات جديدة، متأكد أنك سمعتها مراراً وتكراراً، وأنا كذلك، أذكر في العام ٢٠١٢ ذكر لي المشرف على مشروعي في الماجستير. 

Multitasking is bad for brain

وأعترف أنني وانا أكتب هذه التدوينة وأمامي على الأقل تطبيقين للمحادثات الفورية واستقبلت مكالمتين هاتفيتين على عكس المهارة الأولى التي أحاول أن أكتب عنها، أو أحاول أن اقنعك بها .. المهم “ الصملة “

 

المهارة الأولى: التركيز 

يقولون أن هذا العصر هو  عصر “ اقتصاد شد الانتباه” attention economy تقريباً كل شيء حولك يحاول شد انتباهك، 

في قرائات في  كتاب Deep work  “ العمل العميق “ يرى الكاتب Cal Newport ان أهم مهارة في العصر الحديث ويصفها  ب“ القوة الخارقة “ هي القدرة على العمل بما يسميه “ العمل العميق “ 

القدرة على القيام بعمل عميق أصبحت مهارة نادرة جداً وفي نفس الوقت ذات قيمة عالية في اقتصاد العصر الحالي، من يتقنون هذه المهارة ويضعونها كأساس في حياتهم العملية يصبحون لامعين “ 

في العصر الحالي أصبحت المنافسة عالية والسوق مفتوح للجميع تستطيع أن تتميز وتصبح ذو قيمة اعلى: 

١- القدرة على وتعلم إتقان مهارة بشكل سريع 

٣- القدرة على القيام بأعمال بمستوى احترافي بجودة عالية وفي وقت وجيز 

“ الناجحون في هذا العصر ، هم أصحاب الإنتاجية العالية ، مهما كنت موهوب أو ماهر لن تصبح ذو قيمة عالية إذا لم تكن منتج” 

هذه المهارات تعمد على قدرة على القيام بعمل عميق أو عمل بتركيز جيد دون تشتت. 

التعلم العمق يساعدك على تعلم أشياء صعبة 

المعادلة 

مخرج أو عمل بجودة عالية = ( الوقت المستغرق )  * (جودة التركيز ) 

أجد نفسي في كثير من الأحيان مشغول فيما يسميه كال “ الانشغال الاصطناعي” وذلك بالرد على البريد الالكتروني والانشغال به والمشاركة و تصفح مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي . بينما الحياة العميقة تتطلب ترك الكثير من هذه الأشياء والتركيز بعمق على صناعة “قيمة “ 

الحياة العميقة تتطلب الكثير من الجهد وضبط العادات، هي بالتأكيد ليست لكل أحد. 

“ سأعيش حياة عميقة لأنها أفضل حياة ممكنة “ 

أنصح وشدة بقراءة الكتاب، قرأته بالإنجليزية، كما توجد نسخة مترجمة بالعربية.  

المهارة الثانية: الإصغاء 

في رحلة بحرية للانتقال من جزيرة يونانية إلى أخرى جلست بجواري سيدة في العقد السادس من العمر، وسألتني عن الجزيرة التي كنت فيها

بدأت أحدثها عن الأماكن الجميلة في تلك الجزيرة ، وعن منظر غروب الشمس .. ثم سكتت.

كنت احس وأنا أتحدث بالدهشة في عينها.

لحظات صمت ..

ردت بفضول ” Tell me More ” اخبرني بالمزيد ..

ذكرت لها تجربتي لأحد المقاهي قبل مغادرتي للجزيرة

ثم سألتها عن وجهتها وعن تجربتها

وفي معرض الحديث ، عرفت أنها أقامت في تلك الجزيرة التي كنت أحدثها عنها وأنها تعرف عنها الكثير الكثير، بداية من تاريخها إلى حاضرها، وأنها تتحدث اليونانية!

لا زلت أذكر ملامح وجهها وهي تستمع بفضول كأنها لأول مرة تعرف عن الجزيرة

لم تقاطعني البتة!

وعندما توقفت عن الحديث، استزادتني!

لا أعرف حتى هذه اللحظة هل كان لديها فضول لسماعي فعلاً؟ لا أتوقع أني أضفت لمعرفتها عن المكان شيء

لكني أعرف أنني أحسست بإحساس جيد وأنا أُحدثها، ولاتزال تعابير وجهها محفورة في ذاكرتي.

لم أقل هنا الاستماع لأنك قد تسمع ولكن الإصغاء هو التركيز فيما تسمع 

تجارب بسيطة لتسمع من الطرف الآخر أكثر :

لا تقاطع المتحدث قدر الإمكان

عندما ينتهي حديث أحدهم، كرر جملته الأخيرة بصيغة الاستفهام في تكنيك يُعرف ب ” Mirroring ”  

مثال، لو كنت أحدثك عن رحلتي إلى اليونان، وقلت: ” كانت أجمل جزيرة زرتها ”

ربما تسأل ” أجمل جزيرة زرتها ” ؟

كذلك طريقة الاستزادة : بدل من أن تذكر تجربة مشابهة لك، تخلى رغبتك في الحديث، وقل ” أخبرني بالمزيد ”

المهارة الثالثة: تعلم أن تقول “لا “ 

عدم القدرة على قول لا كلفني الكثير، خصوصاً على صحتي البدنية والذهنية، في مقولة لسكوت ادم يقول “ هناك نوعان من الناس أناني، ومغفل! “ لست أتفق بالضرورة مع المعني الحرفي للمقولة، وإنما ضمنياً أرى أن ترتيب الأوليات أمر مهم،

بعد محاولات كثيرة وعدة تجارب، كانت التجربة الأفضل بالنسبة لي هي ضبط الوضع الافتراضي على “ لا “ فالرفض هو الأساس وماعداه هو الاستثناء .

مقالة جميلة قرأتها مؤخراً عن قوة قول لا

قول لا صعب لأي إنسان ، لكن تعلم متى تقول لا ربما يجلب لك سلاماً وتصالحاً داخلياً ، أليس ذلك أمر نستحقه جميعاً ؟

“It can be hard, but honesty is a position to strive for. For any human being, Olympian or otherwise, learning when to say no can bring peace. And isn’t that something we all deserve?”

https://www.theguardian.com/society/2021/sep/02/the-power-of-no-how-to-build-strong-healthy-boundaries?utm_source=pocket_discover

المهارة الرابعة: الكتابة

تأثرت بالكثير يبدو، لكن أعترف أنهم كتاب  ولأنني بدأت تتكون لدي قناعة شخصية أن من أهم المهارات في هذا العصر هو صناعة المحتوى بكافة أشكاله ، والذي لا يمكن أن يكون بأي شكل بدون كتابة، قرأت لأحدهم أن مهارات الكتابة مثل تمارين العضلات، كلما مارستها بشكل أكثر كل ما أتقنت اللعب بالكلمات، كلما كنت قادراً على صياغة حروفك بشكل أفضل 

من الكتابة تصنع الكتب، والمقالات والبودكاست والمحتوى المرئي لليوتيوب  

في محاولات للانتاج بشكل اكبر هذه الأيام ، لقد حان الوقت للإكثار من صناعة المحتوى والتقليل من استهلاكه. 

تركت الحديث عن الكتابة لتكون المهارة الأخيرة، لأن مهارة الكتابة بشكل كبير من وجهة نظري تأتي بعد القدرة على التركيز، والإصغاء، تملكك لوقتك بقولك لا لكل ما هو غير مهم.

Facebooktwittertumblr


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *