في ظاهرة ملفتة للانتباه، تم افتتاح الكثير من المقاهي مؤخراً في مدينتي وغيرها من المدن وخصوصاً ما أصبح معروفاً بالقهوة والمختصة، لا أعرف تفسيرياً واضحاً للظاهرة، ولا أريد أن أعطيك سبب منطقي من كيسي أو من” كيس“ أحدهم.
الجميل في الموضوع هو وجود أماكن كثيرة ومتنوعة ومختلفة تتنافس على جذب زوارها وارضائهم .. ليست الظاهرة بجديدة فالمقاهي عُرف عنها أنها ملتقى الشعراء والمثقفين وفي بعض الأحيان ( العشاق ) لكن التغير الحاصل مع أنتشار ثقافة العمل عن بعد وزيادة اهتمام الناس بالقهوة.
لا أدري من بدأ هذا الظاهرة مؤخراً أو من ساعد في نموها، ولكنني أود أن أشكر كل من ساهم في انتشار هذه الظاهرة، وسعيد جداً بالتحسن الدائم الذي أراه بين الفينة والأخرى في المقاهي.
مع استيائي نوعاً ما من هذه الظاهرة لتأثيرها على الميزانية العامة لحسابي البنكي!
على المستوى الشخصي تتعلق عندي القهوة عموماً والمقاهي بالأماكن، بالذكريات، باللحظات السعيدة والتعيسة كذلك!
وهذه بعض الأفكار التي أزور المقاهي من أجلها، ربما تفيدك:
- للقاء الأصحاب:
ابحث في قائمة هاتفك، عن صديق لم تلتقه منذ فترة يسكن في نفس مدينتك أو مدينة تزورها، ارسل له دعوة للقاء في مقهى:
“أسعد الله أوقاتك، من زمان عنك، ما رأيك في كوب قهوة في مقهى .. يوم غد الأربعاء الموقع ، الساعة ٥ أو ٦ عصراً .. نشوفك ونسمع أخبارك، وإن كان وقتك ما يسمح اجعلنا نجد موعد آخر مناسب؟“
- العمل عن بعد:
المقاهي مكان جميل لأصحاب العمل الحر أو من يعملون عن بعد بشكل عام، وتساعد في التركيز على العمل وتقلل من التشتت خصوصاً لو كان الكثير من من في المقهى يعملون أو يدرسون .
- للعمل:
إذا كنت موظف جرب أن تطلب من مديرك أن تعمل يوم عن بعد، ربما في الأسبوع أو الشهر أو بين الفينة و الأخرى، لكسر الروتين وتخرج عن المألوف.
أما إذا كنت مدير فريق او عضو في فريق لا مانع من أن تقترح العمل في مقهى في بعض الأحيان، أقل تكلفة من حجز قاعة فندق أو مكان خارجي ، وكسر للروتين وتعزيز للجانب الاجتماعي بين الفريق.
- للقراءة والكتابة:
اصطحب كتاباً، أو أحياناً تجد في بعض المقاهي كتباً مختلفة، جميل أن تجلس وتقرأ في كتاب بدون سابق اطلاع أو بحث، أهم شيء ابتعد عن كتاب “ كفاحي !” لأن كفاحي أنا لم ينجح!
الكتابة كذلك قد تكون فكرة حسنة لبعض الناس، أستطيع التركيز في الكتابة اكثر في مكان فيه بعض الحركة والحديث حولي مع من لا أعرفهم .. ليس في كل الأحوال بالطبع، أحياناً أفضل العزلة في مكان لوحدي لأحظى بتركيز أكبر.
- للدراسة والاستذكار:
قد يكون المقهى مكان جميل للمذاكرة سواءً كنت لوحدك أو تذاكر مع صديق، على المستوى الشخصي، لا أستطيع المذاكرة إلا وحيداً! كل محاولاتي للمذاكرة مع الأصحاب باءت بالفشل!
العمل من المقهى من أحد العادات التي اكتسبتها في السفر ، لكن مؤخراً وبعد تعليق السفر بدأت اكتشف المقاهي الجميلة في المدينة التي أسكن فيها :
قد يكون العمل يختلف من شخص إلى آخر، لكن إن كان عملك يتطلب العمل على جهاز كمبيوتر محمول أو جهاز لوحي، أو حتى كتاب
المقهى المثالي يحتوى على التالي:
١- يوجد واي فأي بسرعة جيدة ويمكن الوصول له بسهولة ( أُفضل أن يكون الرقم السري للشبكة متوفر على الفاتورة، أو على الطاولة دون الحاجة للسؤال)
٢- يوجد به دورة مياه نظيفة صالحة للاستخدام الآدمي.
٣- كرسي او أريكة مريحة للجلوس.
٤- لا توجد موسيقى صاخبة في الخلفية، أفضل بدون أي صوت في الخلفية.
٥- اذا كان الجو معتدلاً فجلسة خارجية قد تكون فكرة مناسبة بعض الأحيان
٦- لا يقوم المقهى بطردك وقت الصلاة ويمكنك أن تصلي داخل المكان.
ولتحقق أفضل نتيجة من زيارتك للمقهى:
١- اختر المقهى المناسب، ربما مشاهدة بعض الصور على خرائط جوجل او بنظرة فاحصة للمكان تتعرف على جودة أماكن الجلوس والجو العام للمكان
٢- ضع وقت معين لبقائك في المقهى مثلاً من الساعة ١١ ص إلى ٣ ظهراً
٣- البس ماهو مريح لك ويظهرك بشكل لائق ، احضار جاكيت معك قد يكون فكرة جيدة في حالة كانت الجو بارداً أو أن جهاز التكيف بارد
٤- خذ فترات راحة، حاول كل ساعة على الأقل أن تأخذ فترة راحة من العمل أو المذاكرة وربما الحركة في المكان
٥- لا مانع أن تجامل صانع القهوة أو مقدمها على لبسه، ساعته أو غيرها. انتبه إذا كنت رجلاً ومقدم الخدمة امرأة أو العكس كي لا ينتهي بك الحال مهشتجاً على تويتر! اللهم هل بلغت
٦- نظف طاولتك من بعدك. لا مانع من أن تعيد كوب القهوة الفارغ لمقدم الخدمة في المكان ورمي المخلفات إن وجدت .. لمسة مهمة ولطيفة يغفلها الكثير
للحظات الجميلة في المقاهي، للقاءات المنتظرة، لارتباك أول لقاء، وصعوبة ومرارة آخر لقاء!
هل أحدثك عن ذلك المقهى بسقفه المرتفع، بسلمه الصاعد كأنما سقطت من علوه، ولم تسمِ علي!
هل يمكن أن نلتقي يوماً ولو صدفة! متأكد .. سيكون لقاءً بألف يوم وليلة! سيكون مقهاي المفضل بلا شك.