فبراير ٢٠٢٠ | فيه ولدت ، ركضت ، قرأت ، استمعت ، ورحلت بهية!

هنا المطارات مرة أخرى

 لم تتأخر الرحلة هذه المرة ..  لكنني جئت مبكرا .. كل مسافر هنا يحكي قصة صامتة ، ذاك الذي يلبس بزته العسكرية ، في عينيه ترى ابنه الذي ودعه منذ دقائق ، ترى هل سيراه مرةً أخرى ؟ تلك الجدة الطاعنة في السن ، في يديها تجاعيد الزمن وفي عينيها رضا عن ابنها الذي يمسيك بيديها ويهاديها (هنا يُمه ، ارتاحي) . 

علاقتي بالمطارات مضطربة ، انا الناشىء في الغربة والراحل منها إليها ، كأنني أهرب من عيون المسافرين وقصصهم ، أحاول أن ألتهي دائماً بهاتفي أو بكتاب ، أو أصل إلى المطار أثناء النداء الأخير لرحلتي ، مع ذلك لازالت عالقة بذهني لحظات الوداع واللقاء ، يرحل الابن باتجاه المطار وأمه وأباه هناك خلف الزجاج يتابعون طيفه ، كأنما تغالب دموعها أمه ولا يزال أباه يوصيه .. مع أنه قد رحل .. (دير بالك يا ابني ) . أحاول أن أذهب إلى المطار وحيداً وأن أصل وحيداً قدر الإمكان فلحظات الوداع واللقاء ليست لي . أخافها وأحذرها !

لازلت أركض 

لا أجد تفسيراً محدداً لماذا الركض تحديداً  ، لكنها الرياضة الوحيدة التي استطعت الاستمرار عليها نحو خمس سنوات متتالية ، ربما لأنني أدمنت الهرب .. لكن إلى أين .. دائماً ليست هناك وجهة .. ربما لأنني دائماً على عجل .. فقد فشلت كل مقطوعات الموسيقى الهادئة وبرامج الـmeditation والخروج الى الصحراء في تهدئة نمط حياتي، فقط عندما تتسارع نبضات قلبي في الأمتار الأخيرة وأحس أن عروقي ستخرج من جسدي ، أهدأ .. يقولون أن ممارسة الركض باستمرار يزيد في متوسط العمر .. ويحسن من الصحة العامة ويعدل المزاج .. اذا كنت مهتماً .. الرابط التالي ربما يفيدك   

مستمع جيد 

قرأت في أحد المقالات أن  الاستماع الجيد مهارة يجب أن تتقنها ، في الغالب نحاول أن نفكر في الرد الذي سنقوله أكثر من الاستماع إلى الآخر ، هل سأبدو ذكياً أمام مديري ان قلت كذا وكذا ، أم سأبد كأحمق أمام الجميع ، ربما تخرج هاتفك لترى التنبيهات الأخيرة فربما وصلتك رسالة ( تم ايداع .. ) وهما تفقد تركيزك .. الناجحون مستمعون جيديون في الغالب .. جرب في المرة القادمة عندما يحدثك أحدهم في موضوع مهم أن تمسك بورقة وقلم وتكتب تلخيصاً لما تسمعه دون أن تفكر في الرد .. المقال التالي للاستزادة  

https://medium.com/personal-growth/5-habits-of-highly-self-aware-people-8e0799986e16

قرأت في هذا الشهر عدة كتاب منها 

User Friendly او صديق للمستخدم 

إذا كانت علاقتك أو رؤيتك للتصميم  تتوقف على تصاميم المطبوعات شبكات التواصل الاجتماعي فاني ادعوك لقراءة هذا الكتاب ، يؤثر التصميم تقريبا على كل نواحي حياتنا ، فالتصميم السيئ قد يؤدي إلى كوارث ، والتصميم الجيد قد يحسن جودة الحياة ويساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة . يذكر الكاتب أن التصميم السيء كان السبب في كارثة نووية في القرن الماضي .  

قل لا اكثر .. Via negative

طريقة جميلة .. التخلي عن أمور أكثر من اضافة أمور أخرى في حياتك ، قرأت هذا الشهر مقالين جميلين يدوران حول نفس الفكرة

المقال الأول مترجم للعربية للكاتب @mouneer

https://tldrarabiccontents.blogspot.com/2020/02/via-negativa.html

وفيه يذكر بعض النصائح لأمور قد تساعد في تحسين حياتك فقط ان تخليت عنها :

توقف عن التدخين، 
وتخلص من الديون،
وابتعد عن الأشخاص ذوى الأفكار السامة في حياتك،
 وتوقف عن إضاعة الوقت على شبكة الإنترنت، 
وتوقف عن تناول الطعام السيء 
وتوقف عن مشاهدة الاباحية.

 “يعتقد الناس أن التركيز يعني قول” نعم “للشيء الذي يجب التركيز عليه.  لكن هذا ليس المعنى الصحيح على الإطلاق. هذا يعني قول لا للمئات من الأفكار الجيدة الأخرى الموجودة.  عليك الاختيار بحرص. أنا في الحقيقة فخور بالأشياء التي لم نقم بها مثل فخرى بالأشياء التي فعلناها. الابتكار هو أن تقول لا لآلاف الأشياء”. – ستيف جوبز

المقال الثاني بالإنجليزية

وفيه يقتبس الكاتب

نصل إلى الكمال فقط ليس عندما لا يوجد أشياء يمكن اضافتها لحياتنا ، وإنما عندما لا يوجد شيء يمكننا التخلي عنها

“Perfection is achieved not when there is nothing more to add, but when there is nothing left to take away.”

https://medium.com/skilluped/31-important-things-you-should-say-no-to-for-a-happier-life-a34a1e947579

بالأمس رحلت بهية  

لا زلت أذكر آخر مرة زرتها في منزلها في جبل لبنان ، مبتسمة بلا أسنان كطفل  عمره ٣ اشهر تهمهم بكلمتين غير مسموعة كأنما تقول أحبكم ، تخفي ابتسامتها بيديها كأنما هي خجولة من تساقط أسنانها ، تجاعيد الزمن في وجهها تحكي الف قصة وقصة ،  تصر أن أشرب فنجان قهوة وأن احكي لها عن رحلتي من بيروت ، تقوم لتتكيء على عصاها وتشير الي بها وتبتسم ، كأنما تخبرني أنها تذكر أن العصاة مني . لا تريدنا أن نرحل غالبا فوجود ضيوف يعني أنها لازالت تتنفس وترانا .  

 لقد عاصرت حربين ، هاجرت من قريتها وعادت  , دفنت ابنين وزوج ، عاشت طويلا ، ثم رحلت !  هكذا بهدوء دون أن تزعج أحدا ، دون  مارشات عسكرية أو جنازة مهيبة ..  فقط أبناء وأحفاد وزوار مثلي يذكرونها بالخير ويدعون 

وداعاً بهية .. حتى لقاءٍ أخر !

هنا فبراير ، هنا ولدت ، حيث الشتاء يرحل والربيع يجيء  اهدأ يابني ، اسعد بمن  حولك ، تنفس بعمق  . اقرأ أكثر .. من حقك أن تقول لا .

Facebooktwittertumblr


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *