هل توجد علاقة سببية بين زيادة الوزن وقطعة الشوكولاتة على مكتبك أو خارج خزانة المطبخ؟
في دراسة علمية حديثة اظهرت النتائج احتمالية تناولك لقطعة الشوكولاتة ب ٥ مرات أكثر من لو وضعتها داخل درج المكتب أو خزانة المطبخ! هذا المثال هو توضيح بسيط لتأثير البيئة المحيطة بك على سلوكك.
للبيئة المحيطة بنا تأثير كبير على سلوكنا وأنماط حياتنا، عدم وجود مسار للمشاة من منزلك إلى المسجد يجعل فكرة الذهاب بالسيارة هي السلوك الافتراضي الذي تعودت عليه. سلوك الإنسان في العادة يختار الاتجاه الأقل مقاومة، ليس فقط يصبح هو الاتجاه المحبب، بل تدفعك نفسك باتجاهه.
عندما نُفكر في البيئة المحيطة بنا نفكر في البيئة المحسوسة، بمعنى أبسط الأشياء، التي يمكن أن نراها، نُغفل بذلك كثير من العوامل البيئية غير المحسوسة من حولنا على سبيل المثال متابعتك لشخص على سناب شات يؤثر على ذائقتك في اللبس أو الطعام أو أسلوب الحياة!
المدخلات ذات الجودة العالية تتحول على مواد أولية تشكل أفكارنا ومعتقداتنا وعادتنا في المستقبل.
الإنسان في بيئة غنية بالمعلومات ذات الجودة العالية، يقوم باختيارات أفضل من إنسان تكون أغلب المعلومات التي يستقبلها ذات جودة رديئة، ليس فقط في الاختيارات والقرارات بل تنعكس على رؤيتهم في الحياة بشكل أوسع. ينطبق ذلك على التغذية كذلك، ما نأكله اليوم هو ما سنصبح عليه غداً، الشخص الذي يتناول غذاءً صحياً، يعيش في الغالب أطول ويتجنب الكثير من المشاكل الصحية مقارنةً بشخص لا يمارس نفس العادات الغذائية.
من نقضي معهم أوقاتنا كذلك لهم تأثير بشكل كبير على أسلوب حياتنا، في الغالب نميل لقضاء أوقات أطول مع من يشبهونها، فإن كان أصحابك يتابعون مسلسل تلفزيوني كل ليلة في الغالب ستفعل مثلهم، يمكنك تطبيق ذلك على اتجاهات أخرى كثيرة، إذا كان أصحابك يقرأون كل ليلة ويتبادلون الكتب في الغالب ستصبح قارئاً. إذا كان من تقضي معهم وقتك يقتنعون بأفكار معينة في الغالب ستتبنى نفس الافكار أو بعضها، عندما نقضي أوقاتاً مع أشخاص لا يشبهوننا في بعض الأمور نحن لا نُغيرهم نحن نصبح مثلهم. كل ذلك يحدث دون إدراكنا.
“وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا “
اختيارك لمن تقضي أوقاتك معهم هو نفس اجابتك على سؤال أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟ مثلهم!
هذه هي القوة الخفية للاوعي خلف تأثير البيئة المحيطة بنا على مستقبلنا؟
هذه بعض النصائح لتحسين جودة حياتك عن طريق تحسين البيئة المحيطة بك
١- اجعل لديك مصادر معلومات غنية ذات جودة عالية ومتنوعة:
تابع أشخاص في وسائل التواصل الاجتماعي يقدمون معلومات ذات جودة عالية ويُفكرون بطريقة مختلفة عنك. اقرأ كتباً قديمة، أو مقالات عميقة. شاهد خطبة TED أو TEDx
تذكر دائماً ما تغذي به عقلك اليوم وكل يوم سيصبح هو المواد الأولية التي تحركك في المستقبل وتؤثر بشكل مباشر على قراراتك واختياراتك وتصرفاتك.
٢- أحط نفسك بأشخاص عاداتهم أو سلوكهم الافتراضي هو السلوك أو العادات التي ترغب فيها: ان كنت تحاول ممارسة الركض انضم إلى فريق للركض، تريد بناء عضلات اشترك في نادي رياضي. اقضِ أوقات أقل مع الأشخاص أصحاب العادات التي لا تهمك أو لا ترغب فيها.
٣- صمم بيئتك ومحيطك بقناعة تامة أنها ستؤثر على شخصيتك المستقبلية وما سوف تصبح عليه في الغد.
ببساطه يمكنك جعل العادات المحببة أسهل للقيام بها والعادات الغير محببة صعبة الوصول. مثال وضع كتاب بجانب سريرك ان كنت تريد القراءة بشكل دوري.
ولمنع نفسك من أكل الحلوى، لا تضعها أمامك على المكتب ، بل حاول أن لا تشريها من الأساس !
فهمك للتأثير الغير محسوس للبيئة المحيطة بك ، يجعل عملية تحسين عاداتك التي ترغب في تكوينها .
